
فؤاد البطاينة
شعبنا مظلوم ومكلوم والتآمر عليه من كل جهة وناحيه. قضيته حجمها تتسع له صدور أمة بأكملها، تباع من نُخَب تحالف الحكام مع المال والسياسة والعمالة بقطع من لحوم جسد الأمة يُلَوح بها السجان. شعب بلوه بكل فسادهم. الساحة النخبوية في بلادنا يلوثها عبيد المال وسماسرة الحكام وباعة الاوطان والمتاجرين بقضيتها. إنهم لا يشبعون. سلاحهم الغدر والخيانة التي تجري في دمائهم، بينما يعز ويستعصي على شعبنا توحد النخب المضحية والصادقة لتقوده وترشد حركته وتضبط نتائجها ليصبح حرا وسيد نفسه.
لا نلوم عدوا ولا حليفا له في حربهم على دولنا وشعوبها بل نواجههم. إنهم يخوضون معركة اليأس والتيئيس وسنبقى نواجهها بمعركة الأمل، والإيمان هو السلاح الذي نحمله، ويفتقدونه. وظيفتهم أن يُخرِجوا الإحباط القاتل من صلب ذات الأمل. إنهم يهاجمون وحدة الشعب وثقته بنفسه. وينشدون استسلامه قربانا للصهيونية ومصالحهم.
ما حدث على الساحة الاردنية مؤخرا ليس بالحدث الخارج عن المألوف بشكله ومضمونه لكن خطورته في خلفيته وسنأتي عليها. وتعريفه المبسط هو باختصار ومن وجهة نظري الخاصة، تدخل من النظام الخفي في اللحظة الأخيرة لاجهاض مبكر لعمل وطني غريب في تكوينه عليهم ولا أعتقد بأن المصالح في رام الله بعيدة عن ذلك. وما كان لتدخل النظام في هذه المرة وغيرها أن يكون لولا معرفته برجاله وبأهدافهم الحقيقية وبمطرح وجعهم وشكواهم ولما يطمحون. فالنظام يَزبل رجاله لأسباب تتعلق بأولويات المرحلة ومتطلباتها لا أكثر. فمنهم من يبتلع ويطويه النسيان، ومنهم من يُصر على التعاون لحماية مصالحه حين تكون كبيرة ويختلط فيها المال بالسياسة. فيبدأ بالتحرش بالنظام، ولا يجد أمامه وسيلة أفضل من العمل الوطني يركبه ليستخدمه من أجل عودة ذليلة لا أكثر.
