لماذا لا يتم اعتقال رؤساء حكومات ووزراء وتقديمهم لمحاكمات علنية حيث سرقوا بلادهم وتجاوزوا على ثروات الامة وخانوا ضمائرهم واذلوا الشعوب وأفقروها ورهنوا مقدرات اوطانهم وأفلسوا بلدانهم بخططهم الاقتصادية السيئة لسنوات؟، هل هناك مانع من محاسبة حكومات قمعية مستبدة اضرت بالناس وفرضت ضرائب افقرتهم ولم تتعامل معهم بالعدل والانصاف وبددت أموال الخصخصة ؟، حكومات ضللت وزيفت افعالها لتهدئه المحتجين والمعارضين في وقت انها تحمي الفساد والفاسدين او لنقل لا تقدر على محاربة الفساد. الى متي السكوت عنهم والإبقاء عليهم وتدويرهم في حكومات متعاقبة؟
في غياب القيم والمبادئ خلال السنوات الماضية، انحرف بعض من الحكومات، وزاد من ذلك ضعف الثقافة السياسية والتركيز على مفاهيم خاطئة ضمن مناهج تعليمية قاصرة، وفساد التنشئة وغياب القدوة الصالحة وتغليب الأفكار الرديئة والتلاعب بالحقائق وانتهاج سلوك ذو توجه غير وطني وغياب الحريات والديمقراطية وتزوير الانتخابات والتلاعب بالرأي العام.
لقد بات واضحا ان الهدف هو اختيار رؤساء حكومات تابعين، اذلاء، بعضهم رشحتهم دوائر المخابرات المحلية او اخرين نسبت بهم مخابرات أمريكية وصناديق دولية، لتحقيق اجندات الخصخصة والانضمام الي فرق المتصهينين، وبعضهم مرتزقة وامعات، يمثلون موقف من اتى بهم ورغباته وشهواته الاقتصادية والسياسية ودعم امتيازاته ومصالح بقاؤه مما يزيد من ديكتاتوريه مبرمجة جعلت الشعب يخوض صراعات مريرة ومكررة من اجل احقاق اجزاء من ديمقراطية وهمية مكبلة بسطوة الأجهزة الأمنية.
وبذلك تحولت المبادئ والقيم الي أحاديث نظرية تتغنى بعض الحكومات بها وتنشدها لكسب ود الشارع مؤقتا، وفي وقت انها تزمر وتطبل للحاكم الفرد وتعترض سبيل تحقيق أي مصالح للامة وتقوم بتعطيل الديمقراطية النسبية مشكلة الانحراف السياسي والاحتضار الديمقراطي، ومطلوب من الشعب تأييدها والتصفيق للحاكم والرقص على أنغام الحكومة المنحرفة تحت عصى امنية غليظة.
كيف يمكن للامة ان تتطور وترتقي وتحافظ على سيادة اوطانها في وقت بوابات السجون في بعض منها مفتوحة لأصحاب الفكر والـرأي، والويل لمن فتح فمه بكلمة واحدة، ظناً من مستشاري الحاكم أن السجون ستقمع الصوت الحر والإرادة النبيلة، بينما بوابات مغارات الذهب والفضة والمناصب والوجاهة مفتوحة لكل من المهرجين والمطبلين ولأصحاب فرقاطة النفاق من أعضاء الحكومات المتوغلة بتخريب البلاد في المجالات كافة والمسؤولين المقربين من الباب العالي وعطايا السلطة.
هذا الانحراف بحاجة الي علاج حتى لا تسقط الدولة التي هي وشيكة الانهيار اذا ما استمر الحال.
aftoukan@hotmail.com
aftoukan@hotmail.com
.