خلف اللواء كمال حسن علي في عام ١٩٧٥ اللواء اركان حرب أحمد عبد السلام توفيق الذي كان مديرا للمخابرات في حرب أكتوبر ١٩٧٣ واستمر اللواء كمال حسن على حتى عام ١٩٧٨ ليتولى منصب سفير مصر في لندن، في حين تولي احمد عبد السلام توفيق منصب سفير مصر لدي الصين.
مدير المخابرات المصرية في الفترة من ١٩٧٥ الي ١٩٧٨، كان يتنصت على مكالمات الملك الحسين في قصر رغدان بعمان، وأيضا السفارات العربية واتبعها في لندن عندما كان سفيرا لمصر. كان جهاز المخابرات المصري يعمل بكل طاقته وخبراء التجسس والتنصت بدءا من زمن الاعداد لزيارة الرئيس أنور السادات الي الكنيست الإسرائيلي عام ١٩٧٧ الي توقيع اتفاقية كامب ديفيد.
كان عملا استخباريا غاية في الدقة والاتقان بكفاءة نادرة من ضباط المخابرات المصرية تمثل في تسجيلات صوتيه وأيضا بعض من “الصوت والصورة “، مثلما حدث في حرب أيلول حيث صورت مشاهد الدبابات الأردنية والجيش الباكستاني تقتل الفدائيين الفلسطينيين في جبل الثورة (جبل الحسين) ومناطق أخرى في العبدلي (مقر قيادة الجيش)، في غياب أي نوع من اكتشاف حالات التجسس على المكالمات في القصر الملكي رغم الاوسمة الملكية التي نالها بعض من ادار الاتصالات الملكية. الاختراق كان واضحا من قبل مصر فما بالكم بالاختراق من قبل الموساد؟
نُقلت الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس لمدة أحد عشر عاماً؛ بسبب غضب الدّول العربيّة من مصر بسبب اتفاقية صلح منفرد مع إسرائيل عام ١٩٧٩ قيل انها لا تحقق أي من المطالب العربية للخاصة بقضية فلسطين ودون الحصول على موافقة أي من الأعضاء، ثمّ عاد مقرّها إلى مصر مرّة أخرى
استشاط الرئيس أنور السادات غضبا، فبادر الي خطاب امام مجلس الشعب المصري يكشف زيف موقف الملك الحسين، حيث ادعى ان الملك الحسين كان في لندن أثناء تواجد الرئيس المصري واتفق معه على الذهاب الي الكنيست لتأييد الموقف المصري خصوصا وان الملك الحسين له عديد من الاتصالات والزيارات السرية مع الإسرائيليين في الخفاء ؤ يؤيد الاعتراف بإسرائيل.
خرج الملك الحسين من لقاء السادات، وبعدها بساعتين اتصل مدير المخابرات المصرية بالسادات من غرفته بالفندق ليبلغه ان الملك الحسين قررا عدم المضي فيما اتفق عليه مع السادات بعد اتصال من السفارة السعودية للملك المتواجد في منزله الخاص في لندن.
وهنا ضحك السادات الذي كان متوقعا ذلك، وسئل مدير المخابرات كم دفعت له السعودية، فجاء الرد من كمال حسن علي: “يا ريس لقد وعدت السعودية الملك الحسين بمبلغ ٥٠ مليون دولار في حسابه الشخصي في لندن على ان يترك السادات يذهب وحيدا لإسرائيل “.
وفي الخطاب العلني امام مجلس الشعب، قال السادات القضية ليست موقف وطني او مبادئ وانما هي قضية بيع وشراء للذمم والأوطان من عهد جده على حساب الشعب الفلسطيني.
مر على هذا الخطاب المتلفز، والموثق لدى التلفزيون المصري، أكثر من أربعين عاما ولم تنف السعودية دفعها للملك الحسين خمسون مليون دولار في حسابه الشخصي ولم يصدر أي تكذيب في حياة الملك الحسين ولا بعده لما قاله أنور السادات.
المملكة العربية السعودية لم تقع في حب الملك الحسين يوما ولا أنور السادات ولم تر في اتفاقية كامب ديفيد ما يرفع من شأن العرب، واعتبرت الصحافة السعودية اتفاقية كامب ديفيد عار لا يمحى عن جبين الأمة، فيما كان نصيب الملك الحسين خمسون مليون دولارا تبعها بمعاهدة وادي عربة التي كانت مرادفة لكامب ديفيد مقابل اعتراف رسمي بإسرائيل لأجل الإبقاء على الملكية وتحديد ” حدود المملكة لأول مرة في التاريخ”.
aftoukan@hotmail.com